أخبار

حلقة ثالثة مباشرة من برنامج المنكوس الأول من نوعه

02 فبراير 2023

شاعران من السعودية وعُمان يتأهلان في حلقة مليئة بالتشويق والإيقاع

أبوظبي، الاثنين 30 يناير 2023

انطلقت من على مسرح شاطئ الراحة الحلقة الثالثة المباشرة من برنامج المنكوس في موسمه الثالث، البرنامج الشعري الأول من نوعه والمتخصص بفن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية، وسعيها، من خلال برنامج المنكوس، لإحياء فن المنكوس المرتبط بالشجن والوجد والغزل من أغراض الشعر التقليدية، والذي تميّز بأدائه ونظمه إلى جانب المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وفتاة العرب عوشة بنت خليفة السويدي وآخرون.

واستُهِلَّت الحلقة المباشرة الثالثة من البرنامج، والتي شهدت حضور معالي فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ومحبي فن المنكوس من الإمارات وخارجها، بكلمات محمد بن مشيط المري:

هنيالك يا عام الاستدامة              ابو خالد لتخليدك تعمّد

زعيمٍ ساد به عرش الزعامة       وشعبه   يشكر الله ويتحمّد

على ما شاف من  عز  وكرامة     بفضل الله  تعالى  ثمّ  محمّد

تلاها ترحيب الإعلامية هدى الخريف بلجنة التحكيم التي ضمت كلا من الشاعر الأستاذ محمد بن مشيط المري من الإمارات، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، الأكاديمي الدكتور حمود جلوي عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية من دولة الكويت، ثم عُرض التقرير الاستعادي لمجريات الحلقة الأولى الماضية من البرنامج في موسمه الثالث، اعتلى بعده المتسابقون الأربعة المتبقون من الحلقة الماضية بانتظار تصويت الجمهور لاختيار اثنين منهم، وهم عايض فالح بن طينان الهاجري، علي سالم المري، محمد سالم آل مسعود، وعبد الهادي حمد المشعل المري، حيث أعلنت نتائج تصويت الجمهور بتأهّل علي سالم المري من قطر بنتيجة 75 %، وعبد الهادي حمد المشعل المري من الكويت بنتيجة 56%، بينما نال عايض فالح بن طينان الهاجري 53%، ونال محمد سالم آل مسعود 44%.

تلاه الترحيب  بمتسابقي الحلقة الثالثة على خشبة مسرح شاطئ الراحة، وهم: فيصل بن شرعا الهاجري من السعودية، محمد بن حسين الراشدي من سلطنة عمان، علي دعيكان المري من السعودية، سعود فراج الربيعي المنصوري من الإمارات، ظافر الأحبابي وماجد مبارك ال روق القحطاني من السعودية، والذين تنافسوا على محاكاة أداء لحن المنكوس بصوت المنشد شايع العيافي.

فيصل بن شرعا الهاجري من السعودية: حضور جميل رغم رهبة الوقوف على المسرح

من السعودية جاء النجم الأول من نجوم الحلقة الثالثة فيصل بن شرعا الهاجري من المملكة العربية السعودية، والذي أشاد بطلّته الأستاذ محمد بن مشيط المري قائلاً: "اختيارك للنص كان مميزا، وصوتك جميلاً، أما أداؤك فأعطيه ثمانين في المئة وأتقنته جدا في البيت الرابع"، طالبا منه ألا يمد اللحن مدا غير مطلوب، أما الأستاذ شايع العيافي فرأى أن حضوره جميل ومميز رغم الضغط أمام الجمهور في بداية الحلقة، مشيداً بانسجام المتسابق مع اللحن والإيقاع ومده اللحون نتيجة تمكّنه وجمال صوته وتميز حضوره، وأشار الدكتور حمود الجلوي إلى أن المتسابق أتقن الصوت واللحن وأنقذه نفسه الطويل رغم مده في البيتين الأول والثاني أكثر من اللازم، قائلاً: "كنتُ أطمع في طربية أكثر مما سمعت من أدائك، وتمنيت عليك بعض التحرك والتصرف في اللحن".

محمد بن حسين الراشدي: أول المتسابقين ضمن البرنامج من سلطنة عمان

المتسابق الثاني ضمن الحلقة كان محمد بن حسين الراشدي من سلطنة عُمان، والذي أكد الأستاذ شايع العيافي أنه أدى اللحن بإبداع وإتقان وحضور جميل رغم صعوبة اللحن، مشيداً بحضوره على المسرح وثقته بنفسه، معتبراً أنه تميّ. بقدرته على تجاوز المشكلات التي قد يقع فيها منشدون آخرون، وأضاف الدكتور حمود الجلوي أن الشاعر كان هادئ الأداء وهو الأمر المطلوب في شعراء المنكوس، متقناً اللحن والأداء رغم انقطاع النفس في البيت الأخير، وختم الأستاذ محمد بن مشيط المري بالقول: "سلطنت في إتقان اللحن، ودخلت فيه دون سلام ولا كلام، واختيارك للنص كان موفقاً، وملاحظتي الوحيدة أنك كنت مستعجلاً، وانت ابن بادية والمنكوس يتعلق بالبادية"، ناصحاً إياه أن يعطي جميع مفاصل اللحن حقها.

علي دعيكان المري من السعودية: المد غائب والأداء ضعيف

علي دعيكان المري من السعودية كان ثالث نجوم الأمسية الثالثة المباشرة من الموسم الثالث لبرنامج المنكوس، والذي اعتبر محمد بن مشيط المري أنّه "أتقن اللحن بصوت جميل ونفس قصير مع استعجال في الدخول منذ البيت الأول"، خاتماً بالقول: "حتى أن اللحن فلت منك في كثير من مفاصل اللحن"، أما الدكتور حمود الجلوي فطالب المتسابق أن يميز بين أبحر المنكوس بين المديد والطويل، الأمر الذي أتعبه في أداء لحن الطويل على بحر المديد، معتبراً أنه لم ير أداء متميزاً أو حضوراً أو سلطنة وطرباً، وختم الأستاذ شايع العيافي بأن السمة الرئيسية المتمثلة في المنكوس بالمد كانت غائبة عن أداءه وحضوره، متمنياً له أن يجتاز هذه المرحلة من تصفيات البرنامج ليكون فارساً من فرسان الحلقة.

وثائقيات المنكوس: موعد لا يفوّت مع أربعة من خبراء ورواة المنكوس

أربعة من خبراء المنكوس ورواة الشعر الموروث، استضافهم تقرير وثائقيات المنكوس هم علي بن فهيد بن لوذن المري عازفاً على آلة العود ومنشداً للمنكوس، وسارداً وقائع المنكوس وبدايات اللحن به منذ القديم، أما علي راشد بن درعة المري فرأى أن المنكوس إحساس ويجب على المتسابق أن يحس بأبياته التي يجرها أو يشلّها، كما تحدث بادي بن فهد الدوسري عن تفضيله لحنا من ألحان المنكوس دون غيرها، وختم التقرير بسعيد بن حمد المري الذي استعاد أجمل ما قيل في المنكوس من شعر الترحال والمناجاة.

 

تقرير فن الردح

فن شعري غنائي إماراتي معروف أداه كبار قادة الدولة أمثال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحدث عن تاريخه وتأصيله في الموروث المحلي سالم عيد المهيري معرّفا الردح الذي يقوم بين شاعرين بدون استخدام أي أداة موسيقية، حيث ينشد الشاعر الأول صدر البيت وينشد الثاني عجز البيت، وقد كان شائعا بين الأجداد والآباء على وزنين شعريين: الردح الواقف ووزنه فاعلاتن فاعلاتن فا، والردح الممدود على وزن مستفعلن مستفعلن فاع، وهو يختلف عن وزن الونة. تلاه أداء فن الردح من المنشد محمد بن عزيز الشحي لأبيات مختارة مطلعها "يعل نو بانت مزونه" من الموروث الشعري للشيخ زايد رحمه الله.

سعود فراج الربيعي المنصوري من الإمارات: إحساس أصيل وبصمة شخصية 

رابع متسابقي الحلقة كان سعود فراج الربيعي المنصوري من الإمارات والذي طلب منه الدكتور حمود الجلوي أن يُسمعه إنشاداً إضافيا للمنكوس، قبل أن يشيد بإحساس الشاعر مبديا إعجابه بهدوء الشاعر وإتقانه اللحن، وطريقة أدائه ودخوله في اللحن ببصمة شخصية تبرز شخصية الشاعر، مع ملاحظة أن الشاعر أعاد البيت الرابع متلافيا وقفته الأولى فيه، أما الأستاذ شايع العيافي فقال إن الشاعر الذي يأتي من بيئة تعشق المنكوس وتؤديه بإبداع، جميل الحضور والأداء والصوت مع انقطاع النفس أواخر الأبيات، وختم محمد بن مشيط المري بالقول "أتقنت اللحن في أدائك، مع جمال صوتك فأنت من الأسماء التي أراهن عليها".

ظافر الأحبابي من السعودية: استعجال وغياب انضباطية وطرب

خامس نجوم الحلقة كان ظافر الأحبابي من السعودية، والذي أخذ عليه شايع العيافي استعجاله في الأداء قائلاً: "كان في استعجال والانضباطية نفس الأمر، لا وجود لروح مبدعة في الأداء الذي كان يفلت معظم الوقت، أنت من الأصوات الجميلةـ ولا يمنع أنك أتقنت اللحن وأبدعت في الصوت"، أما الدكتور حمود الجلوي فقال: "اللحن يكمن في فن المدود وتسليم البيت في النهايات كان موجودا إلا أنّ المدود كانت غائبة في الوسط، تمنيت أن يكون هناك انسجام أكبر مع اللحن لأجد الشخصية التي أبحث عنها"، وختم الأستاذ محمد بن مشيط المري بقوله: "أديت أداء طيبا ولكن لم يكن هناك طرب كنا نبحث عنه في أدائك وحضورك".

ماجد مبارك ال روق القحطاني: صفاء صوت ونقاء مد وثقة بالنفس

المتسابق السادس ضمن الحلقة كان ماجد مبارك ال روق القحطاني من السعودية، والذي خاطبه الدكتور حمود الجلوي بقوله: "الصوت ما شاء الله قوي، والنفس طويل، مع ملاحظة كما قبل نهاية البيت مددت مدا طويلاً حيث لا يجب المد الطويل بل القصير للتحكم والتحرك وإيجاد البصمة والشخصية، الأمر الذي مثّل مشكلة في الأداء"، أما الأستاذ محمد بن مشيط المري فقال: "أنت أديت وأطربت وأقنعت، وأكيد أن في اللحن بعض الصعوبة عليك وعلى زملائك، ولكنك أتقنت بطريقة أدائك وإتقانك الصوت ومدك اللحن"، وأشاد الأستاذ شايع العيافي بالأداء الجميل للشاعر، قائلاً: "أبدعت وأعجبتنا في صفاء صوتك وثقتك بنفسك والتجرد من الضغوطات، مستواك ثابت ويعجبني هدوؤك أمام الميكروفون، أديت اللحن بإتقان وتفردت بالأداء، أجد عذرا لك لصعوبة اللحن".

الظهور الثاني لمتسابقي الحلقة: بين إتقان واستعجال

 بعد تقرير مسجل عن أنشطة الرحلة التدريبية لشعراء المنكوس تناول موضوع التدريب المسرحي والأداء ومخارج الصوت والنفس، وتدريب الشعراء المشاركين على أساليب الإلقاء وحسن الأداء أمام الكاميرا والجمهور، كانت الوقفة الثانية لشعراء الحلقة تقدّمهم فيصل بن شرعا الهاجري، ثم محمد بن حسين الراشدي، ثم علي دعيكان المري، وسعود فراج الربيعي المنصوري، وظافر الأحبابي وماجد مبارك ال روق القحطاني، حيث أجمع أعضاء لجنة التحكيم على إبداع المتسابقين في وقفتهم الثانية أمام اللجنة وجمهور مسرح شاطئ الراحة والجمهور خلف الشاشات، واعتبر الأستاذ محمد بن مشيط المري أن أداء المتسابقين توزع بين إتقان واستعجال، متوجها بملاحظاته لكل فرد من المتسابقين على حدة، وأضاف إليه الأستاذ شايع العيافي مؤكدا رأيه بالشعراء معتبراً أن هناك علامات استفهام كبيرة على أداء عدد من الشعراء مثنياً على أداء سعود المنصوري من الإمارات على وجه الخصوص، وختم الدكتور حمود الجلوي بتوجيه ملاحظاته وتوجيهاته للشعراء مشيداً بأداء سعود المنصوري في تعامله مع المنكوس كلحن طربي، وهو الأمر المطلوب في المنكوس.

تأهل الشاعرين السعودي ماجد مبارك ال روق القحطاني ومحمد الراشدي من سلطنة عُمان 

بعد استعادة لإطلالة متسابقي الحلقة وتفاصيل حضورهم المتألق أمام الجمهور ولجنة تحكيم البرنامج، كان الإعلان عن نتيجة علامات لجنة التحكيم في تقييم مشاركات نجوم الحلقة، حيث تأهّل الشاعران ماجد مبارك ال روق القحطاني من السعودية بدرجة 47 من خمسين، ومحمد بن حسين الراشدي من سلطنة عُمان بنتيجة 46/50، أما المتسابقون الأربعة المتبقون لتصويت الجمهور فجاءت نتائجهم على الشكل التالي: فيصل بن شرعا الهاجري 45/50، سعود فراج الربيعي المنصوري 44/50، ظافر الأحبابي 44/50 وعلي دعيكان المري 43/50، وسيكون تصويت الجمهور مقرراً في تأهل اثنين منهم للاستمرار في المنافسة، وذلك من خلال الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص ببرنامج المنكوس والذي يمكن للجمهور من خلاله التصويت لنجومهم المفضلين.

 

-انتهى-

معلومات إضافية:

يعدُّ لحن المنكوس أحد ألحان وبحور الشعر النبطي الطويلة التي تطرب سامعها وتشده إليها، وذلك من خلال تفعيلته المتميزة عن غيره من بحور الشعر الأخرى، وتفعيلة المنكوس هي من البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) مع الالتزام بالقافية في صدر بيت الشعر وعجزه. ويوجد للمنكوس عدد من الألحان المتعارف عليها في منطقة الخليج العربي، ولقد قامت لجنة التحكيم باختيار عدد منها لتكون ضمن معايير التقييم في الحلقات المباشرة، بالإضافة إلى عدد من المعايير المهمة والتي تعتمد على جمالية الصوت وقوته وطريقــــة الأداء عبر إتقان اللحن، وطول النفس. وترجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنتكس (تنخفض) بشكل متدرج في الشطر الثاني من البيت. كما أن هناك من يرجع تسمية المنكوس بهذا الاسم إلى حركة طائر الورقاء "أم سالم"، الذي يستدل البدو من حركته هذه على قدوم فصل الصيف، إذ إنّ صوت هذا الطائر وتغريده يزداد كلما ارتقى إلى الأعلى، ثم لا يلبث صوته الشجي أن ينخفض كلما انتكس نازلاً نحو سطح الأرض، كما يطلق على المنكوس اسم طارق أو لحن المنكوس، لأن المؤدي يطرق بصوته مسامع الآخرين أثناء الأداء.